يُعرف الكفير بأنه مشروب مُخمّر مفيد للصحة، وغني بالبروبيوتيك التي تدعم صحة الجهاز الهضمي والمناعة. ولكن، رغم فوائده العديدة، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من أضرار الكفير وآثاره الجانبية، مما يجعله غير مناسب للجميع. تختلف ردود الفعل تجاه الكفير وفقًا لحالة الشخص الصحية، وتحمله لمكونات الألبان، ومدى تكيف جهازه الهضمي مع البروبيوتيك. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل الحالات التي يجب فيها تجنب الكفير، وكيف يمكن أن يؤثر سلبًا على بعض الأشخاص، مع نصائح لاستهلاكه بأمان.
هل يسبب الكفير مشاكل في الجهاز الهضمي لبعض الأشخاص؟
تأثير البروبيوتيك على الأمعاء
يحتوي الكفير على كميات كبيرة من البكتيريا النافعة التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأشخاص أعراضًا مزعجة عند تناوله، مثل الانتفاخ، والغازات، والإسهال. يعود ذلك إلى أن الأمعاء تحتاج إلى وقت للتكيف مع التغييرات التي تحدثها البروبيوتيك، خاصةً لدى الأشخاص الذين لم يعتادوا على استهلاك الأطعمة المخمرة.
فرط النمو البكتيري ومشاكل القولون
يمكن أن يؤدي تناول الكفير بكميات كبيرة إلى حدوث فرط نمو بكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، وهي حالة تسبب انتفاخًا شديدًا، وألمًا في المعدة، واضطرابات هضمية. بعض الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي قد يجدون أن الكفير يزيد من الأعراض لديهم، نظرًا لاحتوائه على السكريات المخمرة التي قد تؤدي إلى اضطرابات هضمية.
تأثير الأحماض على المعدة
نظرًا لاحتواء الكفير على نسبة عالية من الأحماض العضوية، فقد يؤدي إلى تهيج المعدة لدى الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة أو التهاب جدار المعدة. الأحماض الموجودة في الكفير يمكن أن تسبب شعورًا بالحموضة، مما قد يجعل استهلاكه غير مريح لبعض الأفراد، خاصة عند تناوله على معدة فارغة.
الكفير وحساسية الألبان – هل هو مناسب للجميع؟

هل يحتوي الكفير على اللاكتوز؟
يُعتبر الكفير أقل احتواءً على اللاكتوز مقارنة بالحليب العادي، لأن عملية التخمير تقلل من كمية اللاكتوز الموجودة فيه. ومع ذلك، لا يعني ذلك أنه خالٍ تمامًا من اللاكتوز، مما قد يسبب مشكلات لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، حيث قد تظهر عليهم أعراض مثل الغازات والانتفاخ بعد تناوله.
ردود فعل تحسسية محتملة
الأشخاص الذين يعانون من حساسية الألبان يجب أن يكونوا حذرين عند تناول الكفير، لأنه لا يزال مشتقًا من الحليب، حتى لو كان متخمّرًا. بعض الأفراد قد يواجهون ردود فعل تحسسية مثل الطفح الجلدي، والحكة، والتورم، وضيق التنفس، وهي أعراض تستدعي التوقف الفوري عن تناوله.
بدائل الكفير للأشخاص الحساسين
لحسن الحظ، تتوفر بدائل نباتية للكفير، مثل الكفير المصنوع من حليب جوز الهند أو اللوز أو حليب الصويا، والتي لا تحتوي على اللاكتوز أو بروتين الحليب المسبب للحساسية. يمكن أن تكون هذه البدائل خيارًا جيدًا لمن يعانون من حساسية الألبان أو مشاكل في هضم اللاكتوز.
نصائح لاستهلاك الكفير بأمان دون آثار جانبية
بدء استهلاك الكفير تدريجيًا
لتجنب أضرار الكفير، يُنصح بالبدء بكميات صغيرة وزيادتها تدريجيًا حتى يعتاد الجهاز الهضمي عليه. تناول نصف كوب يوميًا في البداية، ثم زيادته تدريجيًا يمكن أن يساعد في تقليل أي أعراض هضمية غير مريحة.
اختيار أنواع الكفير المناسبة
يجب الانتباه إلى نوع الكفير المستهلك، حيث تختلف نسبة البروبيوتيك والسكريات المخمرة بين العلامات التجارية المختلفة. يفضل اختيار الكفير غير المحلى، لتجنب السكريات الإضافية التي قد تسبب مشكلات هضمية وزيادة الوزن.
متى يجب تجنبه تمامًا؟
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من حساسية الألبان الشديدة، أو المصابين بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء، أو الذين يعانون من قرحة المعدة، بتجنب الكفير تمامًا. كذلك، إذا كنت تعاني من ردود فعل سلبية متكررة بعد تناوله، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص قبل الاستمرار في استهلاكه.
الخلاصة
رغم الفوائد الصحية العديدة للكفير، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من أضرار الكفير التي تشمل مشكلات هضمية، وحساسية الألبان، واضطرابات في الجهاز الهضمي. من المهم معرفة كيفية استهلاكه بطريقة آمنة، ومراقبة أي ردود فعل سلبية قد تحدث عند تناوله. إذا كنت تعاني من مشاكل هضمية أو حساسية، يمكنك تجربة البدائل النباتية للكفير أو استشارة طبيب لتحديد ما إذا كان مناسبًا لك.