منافسات تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025: حكايات المتنافسين وآمال المنتخبات الكبرى
التنافس يشتد في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025، مع استعداد المنتخبات الكبرى مثل السنغال ونيجيريا لتقديم أداء مميز، بينما تأمل المغرب في التتويج بلقب على أرضها.
في إفريقيا، تُعتبر تصفيات كأس الأمم الإفريقية واحدة من أهم الأحداث الرياضية التي ينتظرها عشاق كرة القدم. هذه البطولة ليست مجرد مسابقة، بل هي فرصة للمنتخبات الكبرى لتثبيت أقدامها بين عظماء القارة السمراء، وأيضًا فرصة للفرق الأقل شهرة لإثبات قوتها. تصفيات 2025 تجلب معها الكثير من القصص المثيرة، خاصة مع وجود منتخبات عملاقة مثل السنغال ونيجيريا، بجانب طموح المغرب الكبير الذي يستعد لاستضافة البطولة على أرضه.
ما أحب في هذه البطولة هو الحماس المتجدد في كل مباراة، حتى وإن كانت بين فريقين قد لا يكون لهما باع طويل في البطولات الكبرى. وهذا الحماس هو ما يميز كرة القدم الإفريقية. لكن في الوقت نفسه، لا أحب التقليل من شأن المنتخبات الصغيرة، فكم من مرة رأينا فرقًا مفاجئة تخطف الأضواء وتخلق لحظات لا تُنسى. أذكر في تصفيات 2017، عندما فاجأت غينيا بيساو الجميع وتأهلت لأول مرة. تلك كانت قصة تستحق أن تروى في كل مرة يُذكر فيها اسم هذه البطولة.
ومع اقتراب تصفيات 2025 من مراحلها الحاسمة، تبدأ التوقعات ترتفع، وتبدأ حكايات جديدة في التكون، فكيف ستنتهي هذه النسخة؟ وهل سنشهد منتخبات جديدة تخطف الأضواء؟
المنتخبات الكبرى والتحديات المتزايدة
السنغال: البطل المتوج بتحديات جديدة
المنتخب السنغالي يدخل التصفيات وكله طموح لمواصلة الهيمنة بعد فوزه بلقب كأس الأمم الإفريقية 2021. الجميع يتحدث عن نجومه مثل ساديو ماني وإدوارد ميندي، لكني شخصيًا أعتقد أن التحدي الأكبر سيكون في كيفية التعامل مع الضغوطات المستمرة على أبطال القارة. في إحدى المباريات التي شاهدتها في تصفيات 2021، لاحظت أن الأداء يصبح أكثر صعوبة عندما يكون الفريق هو المرشح الأوفر حظًا، حيث تزداد التوقعات وتتصاعد الضغوطات.
ما يعجبني في السنغال هو انضباطها التكتيكي وروح الفريق التي يتمتع بها اللاعبون. خلال تصفيات 2025، سيتعين عليهم الاستمرار بنفس القوة ولكن مع إضافة لمسة هجومية أكثر جرأة. وأتذكر مدرب المنتخب، أليو سيسي، الذي تحدث عن ضرورة المحافظة على التواضع في كل مباراة، وعدم الاستخفاف بأي منافس، وهذا درس تعلمه من سنوات لعبه في المنتخب.
نيجيريا: الطموح الذي لا يهدأ
نيجيريا دائمًا ما تكون ضمن المنتخبات التي تستحق المتابعة، فهي تُعرف بقوتها الهجومية الكبيرة، بوجود لاعبين مثل فيكتور أوسيمين. بالنسبة لي، أحب متابعة المباريات التي يشارك فيها هذا اللاعب، فهو يجسد الحماس والإصرار. ومع ذلك، هناك بعض المشاكل التي تعاني منها نيجيريا، خاصة في الخطوط الخلفية. خلال تصفيات 2025، يجب عليهم تحسين أداء دفاعهم إذا كانوا يرغبون في الوصول إلى مراحل متقدمة.
في بطولة 2019، رأينا كيف أن نيجيريا كادت تفقد توازنها في عدة مباريات بسبب الثغرات الدفاعية. أتذكر مباراة جمعتهم مع جنوب إفريقيا، حيث كانوا على وشك الخروج من البطولة قبل أن يحققوا فوزًا صعبًا في الدقائق الأخيرة. هذا النوع من المباريات هو ما يُظهر مدى حاجة المنتخب النيجيري إلى تحقيق توازن بين الهجوم والدفاع.
المغرب: أحلام البطولة على أرض الوطن
استضافة المغرب لكأس الأمم الإفريقية 2025 تُعد فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز طال انتظاره. المملكة لطالما كانت من المنتخبات التي تترك بصمة في البطولات الإفريقية، لكن ما ينقصها هو التتويج بلقب جديد. أتذكر مباراة المغرب في كأس العالم 2022 حينما أظهروا أداءً عالميًا، وتوقعت حينها أن هذا الجيل سيقدم شيئًا كبيرًا في المستقبل. وأعتقد أن هذه البطولة قد تكون فرصة مثالية.
ما يعجبني في المغرب هو رغبتهم المستمرة في تطوير اللعبة، سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى اللاعبين. ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي سيحتضن مباريات البطولة، هو رمز لتلك الجهود. كنت في زيارة إلى المغرب قبل بضع سنوات ورأيت كيف يتحدث الناس بفخر عن كرة القدم في البلاد. لديهم شغف كبير، وهذا الشغف سيشكل دفعة معنوية كبيرة للمنتخب خلال التصفيات.
الفرق المفاجئة: قصص تستحق المتابعة
قد تكون الفرق الكبرى هي الأكثر شهرة، لكن التصفيات دائمًا ما تُعطي الفرصة للمنتخبات الصغيرة لتفاجئ الجميع. أذكر حينما تأهلت جزر القمر لأول مرة في تاريخها إلى كأس الأمم الإفريقية 2021. تلك اللحظة كانت مؤثرة للغاية، فكلما تحدثت مع عشاق كرة القدم في إفريقيا، يتذكرون هذه اللحظات بكل شغف. هذه المفاجآت هي ما يُضيف للبطولة نكهة خاصة.
في تصفيات 2025، هناك بعض الفرق التي أعتقد أنها قد تبرز بشكل مفاجئ مثل غينيا الاستوائية، التي أثبتت في الماضي أنها قادرة على تحقيق نتائج قوية. إن كانت هذه الفرق تستمر في تطوير أدائها، فقد نرى مفاجآت جديدة تُعيد كتابة التاريخ.
قصص من المدرجات: ما وراء الأرقام
إن كنت من عشاق كرة القدم الإفريقية، فلا يمكن أن تفوتك الأجواء في المدرجات. الجماهير الإفريقية تضيف بعدًا آخر للمباريات. سواء كنت في السنغال أو في مصر أو حتى في ملاعب صغيرة في موزمبيق، فإن الشغف الذي يظهر في المدرجات لا يمكن وصفه بالكلمات.
في إحدى زياراتي إلى ساحل العاج، حضرت مباراة ودية بين منتخبهم ومالي، ورغم أن المباراة لم تكن رسمية، إلا أن الحماس كان لا يوصف. الجماهير لا تتوقف عن الغناء والتشجيع طوال 90 دقيقة. هذه الروح تعطي اللاعبين دفعة إضافية وتجعل كرة القدم في إفريقيا شيئًا لا يُصدق.
الخاتمة:
مع اقتراب نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، يبدو أن القارة السمراء ستشهد مرة أخرى واحدة من أقوى النسخ في تاريخ البطولة. المنتخبات الكبرى ستسعى للهيمنة، لكننا نعرف جيدًا أن كرة القدم لا تعرف التوقعات دائمًا. ما يجعلني متحمسًا لهذا الحدث هو تنوع القصص والحكايات التي سنراها تتكشف خلال التصفيات. سواء كنت من عشاق الفرق الكبرى أو ممن يحبون متابعة الفرق الصغيرة، فإن كأس الأمم الإفريقية دائمًا ما يُقدم لنا لحظات لا تُنسى.